بسم الله الرحمن الرحيم
نحن اليوم في 30 رجب 1428 هـ
وبعد شهر سنكون قد دخلنا في أعظم شهر وهو
رمضان
قال تعالى في كتابه الكريم :
{شهر رمضان الذي أنزل فِيهِ القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}. البقرة 185 .
يأتي وعام ويتلوه عام يأتي ويرحل بلمح البصر وما زال العبد ساكن لا يتحرك
يستمر في أعماله ويؤجل توبته إلى ما لا نهاية بحكم أن ما زال أمامي من العمر الكثير
وما أدرانا كم من الوقت سنحيى ربما اليوم سنموت أو غداً فلا احد يعلم متى تكون ساعة رحيله
يأتي شهر الخير وتأتي التوبة والصلاة والإيمان بالله تعالى فيكون العبد في منتهى إيمانه وعدم معصيته للخالق
نعم!
أنها فرصة للتغيير فنحن عتبة أبواب شهر الخير
ويا باغي الشرِّ أقْصِر ، ها هي أبواب النيران أغلقت، وأبوابُ الجِنَان قدْ فُتّحتْ ، ها هي الشياطينُ قد صُفّدت .
شهر تنزل فيه المغفرة وتتناثر فيه الرحمات والاستغفار
متى نتوب
متى نعرف إن الله حق
متى سنتضرع خشية من الله تعالى
متى سيكون موعدنا مع الإيمان التام والكامل
متى نتوقف عن ارتكاب المعاصي والملذات والمحرمات
متى ستقف بين سكون الليل وفجره لتصلي قِيام بالليلِ تضرعا واحتساباً
متى ومتى ومتى سيحين موعد التوبة وسيظل السؤال حتى ترى الإجابة بنفسك
قال تعالى:
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ *
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ *
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ [ق:20-22].
نعم عندما تقوم الساعة لن ينفعك الندم ولن تنفعك أفعالك الباطلة التي ستكون شاهدة عليك
وتذكر أيها العبد إن الله غفور رحيم ويغفر لمن يشاء ويهدي من يشاء
فبادر لطاعة ربك ومغفرته واعمل صالحا ولا تتردد في توبتك فلا احد يعلم متى تكون ساعة الغفلة
تُب اليوم فنحن على عتبة الشهر الفضيل شهر الخير واليمن والبركات والطاعات واستمر إلى النهاية
جاء في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
(ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان،
فينظر عن يمينه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أَشْأَم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة)
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
شروط التوبة الصالحة:
أولاً
الإسلام
.قال تعالى { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموتُ . قال إني تُبتُ الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذاباً أليماً } النساء 18 .
ثانياً
الإخلاص لله تعالى :
ثالثاًَ
الإقلاع عن المعصية :
رابعاً
الاعتراف بالذنب :
خامساً
الندم على ما سلف من الذنوب :
سادساً
رد المظالم إلى أهلها
سابعاً
وقوع التوبة قبل الغرغرة :
والغرغرة هي علامة من علامات الموت تصل فيها الروح إلى الحلقوم ، فلابد أن تكون التوبة قبل الموت.
ثامناً
أن تكون قبل طول الشمس من مغربها
جعلني وإياكم من التائبين الصالحين ومن أهل الجنة !
دمتم بود
منقول